تطوّر ثوري في تقنية البطاريات أدى إلى إنشاء بطاريات ميكروية قابلة للتحلل التي يمكن أن تحدث تحوّلا كبيرًا في ميدان تخزين الطاقة. تم تصنيع هذه البطاريات المصغرة من مواد صديقة للبيئة، وتقدم نظرة نحو مستقبل حيث يمكن تشغيل الزرعات الطبية والإلكترونيات القابلة للارتداء بشكل مستدام.
تمكن الباحثون من هندسة هذه البطاريات القابلة للتحلل من التجمع تلقائيًا من ثلاث قطرات متصلة داخل وسط سائل. تتكون الكاثودات السالبة والموجبة في قطرات منفصلة تحتوي على جسيمات أوكسيد المنغنيز الليثيوم وجسيمات التيتانات الليثيوم على التوالي، في حين تحمل قطرة مركزية مملوءة بكلوريد الليثيوم دورًا فاصلًا. يتم تفعيل هذه البطاريات بواسطة الضوء فوق البنفسجي، مما يسمح لأيونات الليثيوم بالتدفق بحرية بين القطرات.
بشكل ملحوظ، تكون هذه البطاريات الميكروية أصغر بكثير من أي بطاريات ليثيوم أيون تم تطويرها في السابق، حيث تبلغ طولها 600 ميكرومتر فقط. حجمها المدمج، وإلى جانب كثافتها الطاقوية المذهلة، يجعلها مثالية لتشغيل الزرعات الطبية بدقة وكفاءة. بالإضافة إلى ذلك، فإن إدخال جسيمات النيكل المغناطيسي في القطرة المركزية يمكن التحكم بالبطاريات عن بعد باستخدام حقل مغناطيسي خارجي.
لقد أظهرت هذه البطاريات القابلة للتحلل نتائج واعدة في اختبارات المعمل، حيث توضح إمكانيتها في أن تعمل كمعدات إسعاف القلب ووحدات التنظيم للنبضات. بالإضافة إلى أن الاحتفاظ بنسبة 77 في المئة من طاقتها الأصلية بعد عدة دورات شحن وتفريغ يبرز متانتها وموثوقيتها.
يقدم إمكانية الوصول والتوسع في هذه البطاريات الميكروية وسيلة بديلة واعدة لوسائل تخزين الطاقة التقليدية. توافقها مع البيئة وطبيعتها المستدامة تجعلها خيارًا جديرًا بالاعتبار لتطبيقات طبية مستقبلية، حيث تقدم نظرة على مستقبل أكثر خضرة وكفاءة لتقنية البطاريات.